- المدرسة الذكية توفر بيئة مدرسية تعزز الأمن والسلامة
- يبدأ تطبيق النسخة التجريبية من حلول المدرسة الذكية في مدرسة جبل حفيت في العين، وخطط مستقبلية لتفعيلها في جميع مدارس الشراكات التعليمية
- حزمة البرامج والأنظمة المترابطة والمدعّمة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي تتضمن مجموعة متنوعة من الخدمات والحلول التي ترفع من جاهزية المدارس للتعامل بشكل استباقي مع حالات التنمر المحتملة، السلوكيات السلبية، المخاطر الصحية المحتملة، وحالات عدم الامتثال للتدابير الوقاية من فيروس كوفيد-19
وتهدف الدائرة من خلال تطبيق هذه المنظومة إلى رفع جاهزية مدارس الشراكات التعليمية للتعامل بشكل استباقي مع حالات التنمر المحتملة، السلوكيات السلبية، المخاطر الصحية المحتملة، وحالات عدم الامتثال للتدابير الوقاية من فيروس كوفيد-19، حيث تعتمد المنظومة على مجموعة متكاملة من البرامج والأنظمة المترابطة التي تستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول الذكية التي توصلت إليها شركة "سينس تايم" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تتضمن خصائص رصد الحركة والتعرّف على الوجه والحالة النفسية للطلبة عبر تحليل تعابير الوجه وإدارة حركة الأفراد والحشود وتطبيقات الواقع المعزز.
وسيتم ربط أنظمة وبرامج المنظومة بشبكة معقدة من مستشعرات الحركة القائمة على بروتوكول الإنترنت، والتي تتكامل في عملها مع البنية التحتية لكاميرات المراقبة الموجودة في مدرسة جبل حفيت. وتكمن القيمة الرئيسية للمنظومة في استشعار الحالات قبل وقوعها، وإعطاء المعنيين في المدرسة الأفضلية عبر الحصول على تنبيهات فورية في حال استشعار أي سلوكيات سلبية أو رصد حالات تنمّر محتملة، فيتم تقييم الحالة واتخاذ الإجراءات والحلول الاستباقية التي من شأنها السيطرة على الموقف ومنعه من التطور ليصبح حالة فعلية.
وبهذا الصدد، قالت سعادة خلود الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع الشراكات التعليمية في دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي: "يتمحور نموذج مدارس الشراكات التعليمية حول الطلبة، ولهذا نعمل على تحسين البيئة التشغيلية في المدارس وإحداث تغييراتٍ إيجابية ترتقي بتجربة الطلبة التعليمية. وتشكّل المدارس بطبيعتها منظومة عمل معقّدة بسبب التعدّد والتنوّع الكبير ضمن مجتمع كلّ مدرسة. ووسط هذه البيئة، لا يمكننا التهاون في ضمان صحة وسلامة ورفاه طلبتنا، ويأتي تطبيق وإدماج التقنيات الحديثة المعززة بالذكاء الاصطناعي كخيارٍ مثالي لتطوير بيئة المدرسة، خاصةً من حيث فعالياتها التشغيلية العالية وتوافرها".
وبناءً على نجاح النسخة التجريبية لمنظومة المدرسة الذكية في مدرسة جبل حفيت، تخطط الدائرة للتوسّع في تطبيق المنظومة تدريجياً في جميع مدارس الشراكات التعليمية التي تشرّف عليها والبالغ عددها 15 مدرسة في أبوظبي والعين، وذلك ابتداءً من منتصف العام الدراسي 2021/22.
تضمن هذه المنظومة عمل المدرسة ضمن أعلى معايير الأمن والصحة والسلامة، بالإضافة لضمان امتثالها بدليل سياسات إعادة فتح المدارس في إمارة أبوظبي. فمن الناحية التشغيلية والإدارية، ستوظّف المنظومة أحدث تقنيات التعرّف على الوجه للكشف عن الأفراد غير المصرح لهم بدخول المبنى المدرسي، إلى جانب إدارة سجلات حضور الطلبة والمعلمين والموظفين عند دخول المدرسة ومغادرتها، الأمر الذي سيتيح للمدرسة ضبط عملياتها الإدارية بدقة أعلى مع توفير الوقت والجهد المطلوب لإتمام هذه العمليات الإدارية.
أما على صعيد الصحة والسلامة، فيمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتميز بها المنظومة أن تقوم برصد سلوكيات الطلبة وتحليل مشاعرهم وردود أفعالهم عبر برامج معقدة لديها القدرة على قراءة لغة الجسد، وبالتالي يمكن للمعنيين في المدرسة التدخل في الوقت المناسب قبل تفاقم أي عملية تنمر محتملة. كما يمكن استخدام هذه التقنيات لمساعدة الطواقم التدريسية في تصميم المبادرات والخطط التي تحسن رفاه الطلبة في المدرسة، وتدعم في ذات الوقت الطلبة الذين يواصلون تعليمهم عن بعد من خلال طرح برامج تفاعلية تثري تجاربهم وتلبي تطلعاتهم واحتياجاتهم الأكاديمية والنفسية.
ولضمان امتثال المدارس للإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي حددتها دائرة التعليم والمعرفة في دليل سياسات إعادة فتح المدارس في إمارة أبوظبي للحد من انتشار فيروس كوفيد-19 في المجتمع المدرسي، تم برمجة المنظومة لرصد الحالات المخالفة لإجراءات التباعد الاجتماعي، وذلك عبر مراقبة عدد الأشخاص في مناطق محددة مثل المختبرات وصالات الطعام والممرات وردهات الانتظار وقاعات المؤتمرات ومسافة التباعد بينهم، بالإضافة لتتبّع حركة الأفراد وتحليل حركة المرافقين وإدارة الحشود، إلى جانب تفعيل تقنية الخرائط الحرارية لتحديد المناطق التي تشهد تواجد أشخاص تُشتبه إصابتهم بفيروس كوفيد-19 والأفراد الذين يتواصلون معهم، مما يزيد من سرعة وكفاءة استجابة المدرسة للحالات المؤكدة.
واختتمت سعادة الظاهري بالقول: "يمكننا أن نستشرف آفاقاً واسعة للتطبيقات التي يمكننا اعتمادها من خلال توظيف التقنيات الحديثة. وسنعمل على مراقبة أداء النسخة التجريبية للمنظومة على امتداد مراحل تطبيقها ورصد النتائج المتوقع تحقيقها، مع التزامنا في ذات الوقت بتوفير بيئات تعليمية أكثر صحةً وأماناً لمجتمعاتنا المدرسية".
يُشار إلى أن مدرسة جبل حفيت هي إحدى 15 مدرسة شراكات تعليمية تشرف عليها دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي. وتعدّ هذه المدارس - وهي نموذج تعليمي ثالث فريد من نوعه على المستوى الإقليمي للإمارة - نتاجاً للشراكات الاستراتيجية بين القطاعين الخاص والعام، بدءاً من رياض الأطفال وصولاً إلى الحلقة الأولى، مع خططٍ لافتتاح المزيد من الصفوف بالتوازي مع تقدّم الطلبة في رحلتهم التعليمية.